“القنب الهندي” من حشيشة مخدرة ودواء الى تجارة محظورة بلا قانون نافذ

في مذكرات بعثة فرنسية زارت لبنان اواخر القرن التاسع عشر، وردت معلومات عن نبتة القنب الهندي “الحشيشة” التي تطور اسمها مع الوقت الى “حشيشة الكيف” لما تحدثه من تأثير على الأعصاب في رأس الانسان وصولاً إلى تنويمه إلى حد عدم الشعور بأي وجع في حال كان مصابا بمرض أو جريحاً.
وقد استمر طويلا استخدام “الحشيشة” في معالجة نزاعات الحروب والقلاقل العسكرية والأمنية في عدد من الدول، إلى أن دخل أسم الحشيشة على قبائل من الساعين إلى تغيير دينهم  ومن بينهم دولة الخناجر والحشاشين حيث كانت النبتة تعطى لمن يراد له أن يغيب عن الوعي وتلقينه لاحقاً إسلوب حياة مختلفاً جراء السيطرة على عقله وباطنه، لتنفيذ جرائم قتل وإبادة بحق من لا يمكن السيطرة عليهم بالوسائل التقليدية ومع الوقت تطور استخدام الحشيشة كمخدر  في مجالات الحروب والصراعات التي كانت قائمة في أكثر من مكان في العالم، وصولا الى لبنان القديم حيث قصدته بعثة دينية اوروبية اتكلت كثيرا على زراعة “القنب الهندي”في معالجة المرضى والجرحى، واتخذت من منطقة البقاع الاوسط والشمالي أماكن سكن لها،كانت تستقبل فيها المرضى والجرحى فتداويهم   بما توفر لديها من حشيشة  تزرعها في محيط أماكن تواجدها، إلى أن انتشرت في طول البقاع وعرضه زراعة هذا المخدر بشكل متطور تحول مع الوقت الى حد إستخدامه مع شتلة التبغ للتخفيف من تأثيره المباشر على الأعصاب.
إلى هنا، ليس من جديد عن زراعة القنب الهندي باستثناء خلطه مع انواع من الشراب في المناسبات نظرا لتأثيره المباشر على الوعي الطبيعي للإنسان ولكل من يستخدمه  بصورة  غير متوازنة إلى أن تطورت الأمور مع الزمن لتتحول الحشيشة الى مادة مخدرة كانت لها تأثيرات سلبية على بعض الأشخاص إلى حد الإدمان على استخدامها، بما في ذلك منع تعاطيها بشكل ظاهر يعاقب عليه القانون.
ومع هذا تطورت زراعة الحشيشة إلى تجارة مربحة ومتداولة في السر في معظم دول العالم، لاسيما ان الأنسان هناك خرج على طور معرفة ما هو حقا بحاجة اليه من غير ان يؤذي صحته.


وفي عودة الى الوضع في لبنان، لا بد من القول ان زراعة الحشيشة والإتجار بها انحصر في منطقة البقاع الشمالي حيث ، وقد تحولت هذه المادة إلى إرث عائلي وحاجة تجارية متوارثة أبا عن جد .
وتجدر الإشارة إلى أن زراعة الحشيشة انتشرت في البقاع الشمالي في مطلع الستينات والسبعينات على رغم محاولات السلطة مكافحتها تارة بالقول وتارة أخرى بالإغراء المادي والمعنوي، لاسيما إن دولاً مثل أميركا  قدمت مساعدات من الأبقار مقابل الإفادة منها مقابل عدم مقاربة زراعة الحشيشة بلا جدوى؟!
طبعا بدايات “القنب الهندي”هي غيرها هذه الأيام والمؤكد إن النهاية ليست ولن تكون أفضل؟!
من مفارقات صناعة المخدرات إن طلابا متمولين بدأوا منذ وقت غير قصير بزراعة القنب الهندي “الحشيشة” على شرفات وأسطح منازلهم من غير حاجة إلى كسر القانون كتجارة المخدرات.
بقلم : يوسف الصايغ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *