مقابلة الدكتور سلطان ناصر الدين

بين بساتين البرتقال واللّيمون والموز، حيث الثّمار ثريّات من ذهب، والرّوائح شذا طيّب، والنّحل في عمل دؤوب، وفي بيئة هادئة بعيدة عن الضّجيج والضّوضاء.

بحيويّة ونشاط استقبلنا مدير ثانويّة السّفير الدّكتور سلطان ناصر الدّين. وبعقل وحبّ تحدّث عن الثّانويّة رسالتها ورؤياها وميزاتها.

*ما الرّسالة الّتي تحملها ثانويّة السّفير؟

– “أخلاق علم أمان ” هي الرّسالة الّتي تحملها الثّانويّة، وكلّ أعمال نقوم بها تنطلق من هذه الرّسالة. الأخلاق مرقاة، والعلم هدى، والأمان نعمة تحفظ الأخلاق والعلم. والثّانويّة لا تألو جهدًا في ترجمة هذه الرّسالة ترجمة عمليّة.

 

*ما الرّؤيا الّتي تعمل الثّانويّة لتحقيقها؟

– إنّنا نعمل كي يكتسب الطّالب المعارف وتنمو لديه المهارات. المعرفة قوّة، والمهارة قوّة القوّة . نقدّم المعارف بطراق حيويّة، وننمّي المهارات في مواقف ووضعيّات حياتيّة.

 

*من هو الطّالب في نظركم؟

– الطّالب إنسان جميل قادر، يستطيع أن يقوم بكلّ واجباته الأخلاقيّة والأكاديميّة إن توافرت له الحقوق، وأحاطت به الظّروف والوسائل المناسبة والطّرائق التربويّة الهادفة. وهذا كلّه يتوافر في الثّانويّة.

– أيّ منهاج تعتمد الثانويّة ؟

– ثانويّة السّفير تعتمد في تدريسها المنهاج اللبنانيّ، وطلّابها يخضعون لامتحان الشّهادة المتوسّطة اللّبنانيّة ، ولامتحانات الشّهادة الثّانويّة العامّة .

وهي إضافة إلى اعتمادها المنهاج اللّبنانيّ، تؤهّل الطّلاب لدخول أرقى الجامعات من خلال تدريبهم على برامج : Delf، toffel، SAT وغيرها من البرامج.

 

* ماذا عن السّلامة الصّحّيّة ؟

– في المدرسة دائرة للطّبابة تعنى بالجانب الصّحّي للطّلاب، وقائيًّا وتثقيفيًّا. فالدّائرة فيها طبيب وممرّضتان . الطّبيب يدوام يوميًّا لحوالى ساعة ونصف، والممرّضتان تداومان منذ الصّباح حتّى انصراف آخر طالب من المدرسة.

وثمّة سلامة صحّيّة من نوع آخر هي سلامة الغذاء. ففي المدرسة مطبخ يقدّم مأكولات صحّيّة سليمة بعيدة عن الملوّنات والمثبّطات.

 

* لماذا حدائق الطّيور والحيوانات؟

– تدريس العلوم لا يتمّ إلاّ بالملاحظة والاكتشاف؛ لذلك كثرت المختبرات في الثّانويّة. وبالإضافة إلى المختبرات هناك الدّروس الميدانيّة في حدائق المدرسة حيث الغنم ، والبطّ ، والدّجاج، والأرانب، والسّلاحف…

 

*هل تولون الرّياضة أهمّيّة ؟

– الرّياضة مفيدة للجسد والنّفس والفكر. هي تسرّع الدّورة الدّمويّة ، وتنشّط عمل القلب ، وتبعد القلق، وتزيد الفكر عطاءً ؛ لهذا كلّه نولي الرّياضة مساحة مهمّة. فكلّ الطّلاب يمارسون الرّياضة: كرة قدم، كرة سلّة، كرة طائرة، كرة يد، كرة طاولة، سباقات، قفز، رمي….

 

* ما هي نظرتكم للفنّ؟

– الفنّ واحة في صحراء الحياة. الفنّ رسماً وتمثيلاً وأدبًا وموسيقى له مكانة في ثانويّتنا.

*نحن في عصر العالم الرّقميّ؛ أين هي الثّانويّة من ذلك؟

– إنّ التطوّر قانون طبيعيّ . ولا يستطيع أحد أن يقف في وجهه. ونحن نرى أن التّكنولوجيا نعمة للبشر إذا أحسنوا استخدامها . لهذا نحن نعوّد طلّابنا على الاستخدام الصّحيح المعتدل للتّكنولوجيا؛ ودخلنا إلى الجيل الثّاني من الاستخدام وهو البحث والتّعلّم عبر التّكنولوجيا .

 

*هل في المدرسة مرشدة تربويّة ؟

– في المدرسة دائرة للإرشاد التربويّ ، تديره متخصّصة في هذا المجال. الإرشاد التّربويّ يعالج الكثير من الصّعوبات الّتي تؤثّر على الطّالب ، ويساعده على التّقدّم أكاديميًّا وتربويًّا. ونحن ندعو، بكلّ محبّة ، إلى أن يكون في كلّ مدرسة مرشد تربويّ أو مرشدة تربويّة.

 

*عرفنا أنّ في الثّانويّة أندية ؛ هل حدّثتمونا عنها ؟

– الأندية مجال من المجالات الّتي تتمّ من خلالها تنمية مهارات التّلاميذ واكتشاف مواهبهم وتنميتها، وتنمية القيم والالتزام والاحترام والمسؤوليّة والدّافعيّة، وإحداث التّغيير.

 

والأندية في الثّانوية كثيرة، منها نادي اللّغات ، نادي سوق عكاظ ، نادي الإصغاء والتّأمّل ، نادي الحساب الذّهنيّ، نادي الطّبخ، نادي التّجارب العلميّة ، نادي التّصوير الفوتوغرافيّ، نادي الكتابة، نادي الإلقاء، نادي التّمثيل ، نادي أديان …

 

* تمتاز الثّانويّة بمشاريع كثيرة، من بينها مشروع “أنا أقرأ” .

ما هو هذا البرنامج؟ وما غايته؟

– برنامج “أنا أقرأ” برنامج غايته تشجيع الطّلاب على القراءة (المطالعة) وتحويلها إلى عادة؛ وهل أجمل من القراءة عادة حسنة ؟

 

*ماذا عن تدريس اللّغات؟

– طلّاب السّفير يتقنون اللّغة العربيّة اللّغة الأمّ، وهم ماهرون باللّغة الأجنبيّة الإنكليزيّة والفرنسيّة، ولديهم طلاقة في التّواصل بها شفويًّا وكتابيًّا .

 

*كيف تستطيعون تحقيق كلّ الأهداف الموضوعة ؟

– لتحقيق كلّ ذلك لا بدّ من وجود رسالة ورؤيا ؛ وهذا متوافر؛ ولكن إن لم يكن لدينا جهاز تنفيذيّ نشيط فلا قيمة للرّسالة ولا للرّؤيا. وهذا الجهاز التّنفيذيّ – معلّمين وإداريّين – يحتاجون دائمًا إلى تدريب؛ لذلك كان مركز السّفير للتّدريب المستمرّ.

*الكلمة الأخيرة؟

– لأهل التّربية أقول: “آمنوا بأفكاركم وحوّلوها إلى أفعال” ولأهل السّياسة أقول: “ادعموا التّربية، فهي خلاص الوطن؛ وإن لم تستطيعوا فعلى الأقلّ كفّوا أيديكم عنها؛ اتركوها لأهل التّربية”.

وللطّلاب أقول :” آمنوا بقدراتكم تحلّقوا بها في سماء النّجاح”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *