رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الدكتور فؤاد زمكحل

 

العناوين

*كلما زادت الصعوبات كلما زادت التحديات وزاد إدنفاعنا الى الصمود.

*استراتيجية التنظيم والملاحقة.

*الركيزة الأساسية التي تكمن وراء سر النجاح المثابرة.

*تكمن قوتنا في القطاع الخاص اللبناني.

*ادخال لبنان إلى المنظمة العالمية للتجارة” WTO” ، ومنظمة “ميركسور”وهي الإتفاقية التبادل العام مع كل بلدان العالم واميركا اللاتينية.

 

حياته يصعب تحديدها بسطور وكلمات، فهو يجمع الذكاء الحاد والعفوية والصراحة والطيبة، يتميز بالوطنية الصادقة، إنه صورة جميلة عن لبنان الذي يعيش في دمه وشراينه وعقله وقلبه وجوارحه، نشاطه متشعب وطموحه كبير لا يعرف حدوداً، كدٌ وتعبٌ وعملٌ بجهد، سعيه في عمله الإقتصادي والأعمال ينطلق من لبنان، ويظل مصراً على انتمائه اللبناني، حياته سلسلة تحديات وانتصارات وهزائم أوصلته إلى النجاح، لا تستطيع أن تدرك سر نجاحه إلا بعد أن تتعرف على بعض عناوينه الرئيسيه في حياته، وتقف على تفاصيلها من خلال إنجازاته على الصعيد الإقتصادي والأعمال، إنه رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الدكتور فؤاد زمكحل، وكان لنا معه هذا اللقاء الشيق والغني،،،،

 

 

 

 

*كيف تعرف عن نفسك لقراءنا؟

ـ إنه سؤال صعب، إنني شاب لبناني، ولد في بيروت، سافر ودرس في الخارج، وأحب الرجوع إلى ربوع وطنه وأنشأ عائلة ومؤسسة صناعية وتجارية واستمر وثابر في لبنان لإيمانه بوطنه لبنان.

*إلى أي درجة يمكن للمؤتمرات الإقتصادية أن تنمي وتنشط الحركة الإقتصادية والإنمائية في البلد؟

ـ تعتبر المؤتمرات الإقتصادية من أهم أدوات التنمية الإقتصادية الحديثة، وقد تطورت كثيراً مع التقدم العصري والعولمة وتطور وسائل الإتصال والتواصل والمعلومات وتنامي حركة السفر، حتى بات عدد المؤتمرات يعد مؤشراً من المؤشرات الهامة على حركة النشاط الإقتصادي، وهي تمثل مناسبات للترويج للإستثمار ولإلتقاء أطراف الإستثمار ببعضهم البعض وعقد الصفقات وإطلاق المشروعات، كما أثرت التطورات الحديثة جداً على طبيعة الموضوعات التي لم تعد تقتصر على الخصوصيات المحلية، بل أنها أصبحت تتناول قضايا عالمية مشتركة تتعلق بالإقتصاد والتجارة والإستثمار، ونتوقع أن يتعاظم دور المؤتمرات في المرحلة المقبلة مع استمرار التطور في وسائل تبادل المعلومات وفي التواصل، ولكن كي يكون المؤتمر الإقتصادي ناجحا ومثمراً، لا بد من استراتيجية الملاحقة والمتابعة، ولكن لسوء الحظ الخلل يكون بالخلاصة والمتابعة المنتظمة، نحن على سبيل المثال نسعى من خلال اجتماعاتنا كتجمع رجال الأعمال أن يكون لدينا أهداف مصغرة  نعمل على استراتيجية التنظيم والملاحقة للوصول إلى تحقيقها وثم ننتقل الى هدف جديد للتحقيق.

 

*هل لك أن تحدثنا عن الوسائل والإستراتيجيات الكفيلة بدفع عملية الشراكة والتنمية في منطقة البحر المتوسط؟

ـ أولاً: نحتاج إلى نظرة واقعية جديدة إلى الشراكة في منطقة البحر المتوسط، من أجل التنمية أفضل للجميع، والمطلوب هو تعميق التعاون الإقتصادي بيننا وبين الإتحاد الأوروبي، في ظل الظروف الحالية والإقليمية والدولية، نظراً للأهمية البالغة للعلاقات الإقتصادية بين الجانبين، وفتح مسار جديد لها، وفتح صفحة جديدة من الشراكة القوية من أجل نمو أكثر شأناً وتنمية أكثر شمولاً، لتعكس تطلعات التنمية المشتركة في شتى المجالات والقطاعات الواعدة وتحقق نتائج ومنافع متبادلة على أسس متوازنة وشاملة لدى الطرفين وفي إعتقادي هذا ما قمت به كرئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين، اجتمعت مع المعهد البحوث والإستبصار للبحر المتوسط “IPEMED” ورئيسها الفرنسي جان لوي غيغو، ووقّعنا على إتفاقية شراكة وتعاون، ولقد وجدنا تأزر بينا وبين شركات البحر المتوسط. حقيقة، نحن لسنا ضمن القارة الأوروبية لكن تربطنا علاقة أخوية تاريخية وجغرافية عبر البحر المتوسط مع الأوروبيين.   ونحن كلبنانيون متميزون، ولكن علينا دائما أن لا ننسى أن هناك منافسة من البلدان المحيطة بنا، فلهذا علينا الإستفادة من الرابط الذي بيننا وبين البحر المتوسط، وهو يصل بحلقة إلى أفريقيا وهو ما أشبهه بالشكل الدائري، الذي يجمع البلدان، وأنا شخصيا اجده مهماً للغاية، بناء العلاقات، تذليل العقبات، توسيع منطلقات التعاون من الأفاق المحدودة للمناطق الجغرافية لتشمل البانوراما الجيو ـ استراتيجية للبنان، نظراً لأن التعاون الذي يصب في دعم التكامل الإقتصادي والتجاري اللبناني سيكون له تأثير أشمل في توسيع الآفاق أمام العلاقات الإقتصادية اللبنانية الأوروبية، ثانياً: بناء العلاقات مع رجال الأعمال اللبنانيين المنتشرين في أنحاء العالم، وهم دعامة مهمة للإقتصاد اللبناني، ثالثاً: العمل بشكل جماعي لأن الطريقة الإفرادية لم تعد تنجح في وقتنا الحالي، ولكن كما ذكرت سابقاً إن التطور السريع للعالم يجعلنا نسير بإتجاه العمل الجماعي، ما أعنيه عند زيارة أي بلد يجب أن يكون هناك الصناعي والتجاري والخدماتي والمصرفي مجموعة متكاملة لتحقيق النجاح، على سبيل المثال عندما أرادوا المغاربة منافسة اللبناني في أفريقيا، لم يستطيعوا بسبب تكتل رجال الإقتصاديين بجميع قطاعاتهم ، وهي نوع من استراتيجية محكمة لمواجهة المنافسة وهي مشروعة، رابعا: النظر إلى السوق اللبناني ندرك أنه سوق صغير، اقتصاده 45 مليار دولار، اربعه مليون مقيم، لا يستطيع أن يكون أساس إنماء، ولكنه يسمح لك أن تصدر معرفتك وسلعتك إلى الخارج، وهو مختبر إقتصادي يبني الشركات ويبتكر الأفكار ويدرب الموارد البشرية، ويصدرها إلى العالم، لهذا انتقلنا من الإقتصاد التقليدي إلى إقتصاد المعرفة والجودة والإبتكار وهي استراتيجية التي تسمح لنا بالإنتشار على البحر المتوسط، واللبناني من المتعارف عليه التأقلم بالسرعة القصوى، وانتشاره بين بلدان العالم، وبهذه الطريقة تكون الخطة بناءه، وهذا ما تشهده الشركات الناجحة في لبنان، التي استطاعت أن تنفتح على الآخر، نائية بنفسها عن الصراعات الداخلية والإقليمية، لأن للأسف ما نشهده كل عام يأتي الأسوء منها، لهذا نسعى دائما البحث عن الفرص المختبئة تحت الركام.

 

*أين تكمن ركيزة بلدنا الأساسية الإقتصادية؟

ـ تكمن قوتنا في القطاع الخاص اللبناني، الذي استطاع الإستمرار بالرغم من المرحلة الصعبة، ويعد قطاعنا الخاص من أقوى القطاعات في العالم، بحيث نجد أن أهم الشركات اللبنانية التي بنيت إبان الحرب تعد من أهم الشركات اللبنانية، ووصلت إلى منافسة الشركات العالمية، التي تستقطب روؤس الأموال من الخارج، وتجذب الأدمغة التي تبقي قسم منهم في لبنان، والموارد البشرية اللبنانية التي تتميز العمل بمهارة وبصدق لأن اللبناني يقاوم ويثابر ويخلق الفرص، وأفتخر بالقول إن سرعة القطاع الخاص اللبناني الذي يسير بسرعة هائلة ولكن للأسف سرعة القطاع العام تسير بسرعة الرجوع للوراء، بالإضافة إلى مواردنا الطبيعية التي ما زلنا بإنتظار وعودا أتمنى أن تتحقق، ولكن لدينا مشكلات كالمحاصصة ، تكلفة الإستخراج، والإستقرار.

 

 

*ما هي الخطوات الإنقاذية لإنعاش الإقتصاد وتحقيق آمال اللبنانيين؟

ـ يجب علينا أن نكون واقعيين، لا نيأس أو نتفاءل بشكل نخدع الآخر، علينا تقييم عام 2015، هي كانت من أصعب السنوات التي مر بها لبنان، من تاريخه الإقتصادي والإجتماعي والسياسي والأمني، وأريد التركيز على الشق الإقتصادي والإجتماعي، ما شهدناه هو تباطئ كبير في النمو، هذه أول سنة لدينا صفر في النمو، لدينا بطالة تعدت 25% من القوى العاملة و36% من جيل الشباب والمتخرجين، و38% من النساء، تراجع في الصناعة والتبادل التجاري، فراغ تام في رئاسة الجمهورية، وشلل تام في السلطة التنفيذية والتشريعية والدستورية وفي جميع مؤسسات الدولة، هذا على الصعيد الداخلي، خصام سياسي حاد يتفاقم يوم بعد يوم، بالإضافة إلى التجاذب الإقليمي الهائل، توجد حرب هائلة بين عملاقي المنطقة  السعودية وإيران الذي يترجم وينعكس على لبنان، وعملاقين دوليين أميركا وروسيا الذي اصبح صندوقهم البريدي المنطقة، ولا ننسى الحروب في البلدان المحيطة بنا، وتأثيرها المباشر 0على لبنان إقتصاديا وإجتماعيا، بما نشهده من نزوح كثيف للسوريين، وصعوبة الإستثمار في منطقة ملتهبة. إذا تطلعنا إلى عام 2016 نجد أن اللبنانيون يحبون المنجمون، ولكننا نحن ننظر إلى الوقائع والأرقام وهي تشير للأسف الى عدم وجود بشرة خير، بسبب استمرار الواقع الذي نحن عليه، ولكن إذا حدثت صدمة إيجابية على الساحة الداخلية، كانتخاب رئيس للجمهورية، الإتفاق على قانون انتخابي واتفاق حكومي، هذا يحدث تغييراً بالإضافة إلى إتفاق في سوريا والعراق واليمن، وإلا الأزمة في تفاقم. نحن بحاجة إلى استراتيجية إنقاذية، نحن كإقتصاديين كنا نضع الخطط على المدى القريب والمتوسط والبعيد، ولكننا الآن اصبحنا نعمل على استراتيجية قريبة المدى، لأن التغيرات تسير بمسار حاد وكبير، لهذا نعمل على خفض الكلفة وضخ السيولة للشركات الصغيرة والمتوسطة لأنهم أول من يدفع الأثمان، لأن الشركة الكبيرة لديها السيولة وبالأزمات تتوقف عن الإستثمار، لهذا ناشدنا حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة بضخ سيولة للشركات الصغيرة والمتوسطة، وهذه السيولة على الكلفة المنخفضة وليس للإستثمار ولكن هي كلفة على الأموال التشغيلية، وأشدد علينا الإنفتاح على الخارج الذي يساهم في إنعاش إقتصادنا، وأنا أعتز بالعلاقة مع البلدان العربية والشرق الأوسط، بالإضافة إلى أفريقيا التي تعد قارة نامية بحيث 30% الناتج المحلي في افريقيا هي شركات لبنانية، ودول اميركا اللاتينية، وعلينا كإقتصاديين دائما أن ننأى بأنفسنا عن هذا التشنج السياسي الحاصل اليوم، والدعوة لأفضل العلاقات الإقتصادية مع الجميع، ونحن كتجمع لرجال الأعمال اللبنانيين عملنا على ادخال لبنان إلى المنظمة العالمية للتجارة” WTO”، ومنظمة “ميركسور” وهي إتفاقية التبادل العام مع كل بلدان العالم واميركا اللاتينية، التي تساهم مساهمة فعالة في بناء اقتصادنا.

 

*ما هي مجموعة التحديات التي يواجهها الواقع الإقتصادي؟

ـ التحدي الأول هو غياب النمو، وأكبر تحدي هو المقاومة بأسلحتنا الإقتصادية والإجتماعية، الإستقرار الداخلي لأن تعافي اقتصاد لبنان يتوقف عليه، خصوصاً مع تراكم التراجع الذي شهدناه منذ سنتين وحتى الآن، ثانياً : الوضع الإقليمي والعالمي، ثالثاً : الشركات التي كانت نقاط قوة نمتلكها كشركات من بضع سنوات تحولوا إلى نقاط ضعف، لم يعد بإمكاننا أن ندير فرق العمل كما كان سابقاً، والعمل على عملية تطوير آلية الموارد، لأن سوقنا الإقتصادي صغير ومحكمين أن نعمل على التصدير، رابعاً : التميز بالأفكار والجودة وأيضاً الناحية الخدماتية، وأشدد على كلمة واحده المثابرة والملاحقة، ومجمل هذه الأمور تحتاج إلى وجود حكومة فاعلة توفر الإطمئنان وتضع برامجاً وخططاً لتدارك الإنعكاسات وتمضي قدماً في تنفيذ الإصلاحات التي يحتاجها الإقتصاد للإنطلاق مجدداً إلى مسار واعد من النمو الشامل والمتوازن.

 

*ما هي الركائز الأساسية التي تكمن وراء سر النجاح؟

ـ كلمة واحدة المثابرة، أي شركة في العالم تمر بظروف جيدة وصعبة، ولكن الأقوى هو من يثابر ويتعلم من جميع الصعوبات التي مر بها، وسبق أن ذكرت أن كبار الشركات اللبنانية بنيت إبان الحرب اللبنانية، وكبار المخترعين في العالم، ثابروا بكل قوتهم للنجاح والإستمرار والصمود في أحلك الأوقات، مثلا على ذلك إثنين لاعبين في رياضة “البوكس” من يفوز هو من يثابر إلى أخر الثانية، التطور بالأفكار والإنفتاح على الآخر برؤية جديدة وهذا إذا اردنا التعايش مع واقعنا.

 

 

 

*هل وصلت أكثر مما كنت تتصور، وتبوأت مراكز وتواجدت في محافل لم تكن تتخيل نفسك فيها؟

ـ اعتقد أنني حققت جزء صغير من أحلامي وما زلت في أول الطريق ولكنني ما زلت أثابر لتحقيق البقية، بدون الأحلام تبدو الحياة كئيبة، وعلينا السعي لتحقيق احلامنا بحيث نضع الخطط لتنفيذها، إن الحلم هو الرؤية، والرؤية هي المشروع، والمشروع هو الإستراتيجية بشرط أن نكون قادرين على تنفيذه، من كان يعتقد بأنه لدينا القدرة الوصول إلى القمر، إنني مثل أي شاب لبناني أسعى بالوصول إلى تحقيق أحلامي وعند تحقيقها أسعى لتحقيق غيرها، لهذا علينا أن لا نتوقف ونسعى دائما ونثابر نحو الأفضل ولن نتوقّف أبداً، وهذا ما أقوله لطلابي في الجامعة ولكل رياديي الأعمال.

 

 

*الكلمة الأخيرة؟

ـ أولاً أهنئك على مجلة يومٌ آخر، وكل ما ذكرته هي أمور أعيشها بصدق، وأحاول دائماً تنفيذها وأشارك الأخرين بها، وأنهي بأن الوضع والوقائع صعبه، لكن بالرغم من ذلك نحن شعب متميزون بإيجادنا للفرص دائماً وبالرغم من الضباب إلا أننا علينا السعي لإعادة هيكليتنا الداخلية ونعيد النظر بنقاط قوتنا ونعمل عليها ونقاط الضعف على تحسينها، لأن الشركة هي مثل الأرض التي تحتاج إلى عناية دائمة، القطاع الخاص اللبناني مستمر وبقوة بالرغم من جميع الأزمات، إنني مؤمن ببلدي لبنان وبإقتصادي وبعائلتي وأصدقائي وطالما نحن موجودون في لبنان سنستمر بالمثابرة، خيارنا هو لبنان، وسنستمر في بناء لبنان لأخر دقيقة، كلما زادت الصعوبات كلما زادت التحديات وازدادت إرادتنا الى الصمود.

 

 

فريال دبوق

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *